لعبت مصر دوراً محورياً في الصراع العربي الإسرائيلي منذ نشأته، حيث كانت في طليعة الدول العربية التي خاضت حروباً ضد إسرائيل، ثم تحولت لتصبح وسيطاً أساسياً في عملية السلام. يمثل الموقف المصري نموذجاً فريداً للتحول من المواجهة العسكرية إلى الدبلوماسية، مما أثر بشكل كبير على مسار الصراع في المنطقة. مصروالصراعالعربيالإسرائيليدورمحوريفيتحقيقالسلام
مصر في الحروب العربية الإسرائيلية
كانت مصر لاعباً رئيسياً في الحروب العربية الإسرائيلية، بدءاً من حرب 1948، مروراً بحرب 1967 التي أسفرت عن احتلال إسرائيل لسيناء، ووصولاً إلى حرب 1973 التي أعادت مصر جزءاً من كرامتها العسكرية. شكلت هذه الحروب محطات فارقة في تاريخ الصراع، حيث أظهرت مصر قدرات عسكرية كبيرة، لكنها أيضاً كشفت عن التحديات التي تواجه الجيوش العربية في مواجهة التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.
التحول نحو السلام
بعد حرب 1973، بدأت مصر مساراً جديداً تحت قيادة الرئيس أنور السادات، الذي أعلن عن استعداد بلاده للسلام مع إسرائيل. توج هذا المسار بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، ثم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. على الرغم من الانتقادات العربية الواسعة لهذه الخطوة، إلا أنها مهدت الطريق لاستعادة سيناء بالكامل، وأثبتت أن الحل الدبلوماسي ممكن حتى في أكثر الصراعات تعقيداً.
مصر كوسيط للسلام
اليوم، تؤدي مصر دوراً حيوياً كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث تستضيف محادثات السلام وتقدم مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة. كما تلعب دوراً مهماً في تنسيق المساعدات الإنسانية ودعم إعادة الإعمار في الأراضي الفلسطينية. يعتمد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على مصر كطرف محايد وموثوق به، مما يعكس المكانة الاستراتيجية التي تتمتع بها القاهرة في هذا الصراع الطويل.
الخاتمة
يبقى دور مصر في الصراع العربي الإسرائيلي مثالاً على كيف يمكن للدبلوماسية أن تحقق ما فشلت فيه الحروب. من خلال موازنة مصالحها الوطنية مع التزامها بالقضية الفلسطينية، تمكنت مصر من أن تكون جسراً للسلام دون التخلي عن مبادئها. ومع استمرار التعقيدات في المنطقة، تظلم مصر لاعباً لا غنى عنه في أي مسار نحو حل دائم وعادل لهذا الصراع التاريخي.
مصروالصراعالعربيالإسرائيليدورمحوريفيتحقيقالسلام