الإسماعيلية النزارية هي فرع رئيسي من المذهب الإسماعيلي الشيعي، وقد نشأت نتيجة انقسام تاريخي في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) بعد وفاة الإمام المستنصر بالله الفاطمي. يعتقد النزاريون أن الإمامة انتقلت إلى نزار بن المستنصر، بينما اتبعت الفرقة الأخرى (المستعلية) ابنه الأصغر المستعلي. ومن هنا جاءت التسمية "النزارية". الإسماعيليةالنزاريةتاريخوعقائد
التاريخ والسياق السياسي
لعبت الإسماعيلية النزارية دورًا مهمًّا في التاريخ الإسلامي، خاصة في العصر الفاطمي وبعده. وقد برزت كقوة سياسية وعسكرية تحت قيادة الحسن الصباح، الذي أسس دولة قلعة آلموت في إيران، والتي أصبحت مركزًا للنشاط الدعوي والعسكري للنزاريين. اشتهر النزاريون باتباعهم منهجًا سريًّا منظمًا، مما جعلهم محطّ أنظار القوى المجاورة.
العقائد والمبادئ
يعتقد النزاريون بإمامة سلسلة متصلة من الأئمة المنحدرين من نزار بن المستنصر. ويُعتبر الإمام عندهم معصومًا ومرجعًا دينيًّا ودنيويًّا. كما يؤمنون بتأويل الباطن للقرآن والشريعة، مع التركيز على الجوانب الروحية والمعنوية للدين.
من أهم مبادئهم:
- الإمامة: الإيمان بإمامة الأئمة النزاريين ووجوب طاعتهم.
- الباطنية: الاعتقاد بأن للنصوص الدينية معاني باطنية عميقة.
- التقية: ممارسة التقية (إخفاء المعتقدات في حالات الخطر) للحفاظ على الجماعة.
الوضع الحالي
اليوم، يقود الإسماعيليين النزاريين الإمام آغا خان الرابع، الذي يُعتبر الإمام التاسع والأربعين في السلسلة النزارية. يتركز وجودهم في دول مثل الهند وباكستان وسوريا وطاجيكستان، بالإضافة إلى جاليات منتشرة في أوروبا وأمريكا. يهتم النزاريون المعاصرون بالتعليم والتنمية الاجتماعية، حيث يديرون مؤسسات خيرية وتعليمية عالمية.
الإسماعيليةالنزاريةتاريخوعقائدالخاتمة
تمثل الإسماعيلية النزارية مذهبًا إسلاميًّا يجمع بين العمق الروحي والتنظيم الدقيق، مع تركيز واضح على التطور المجتمعي في العصر الحديث. وعلى الرغم من التحديات التاريخية، لا يزال هذا المذهب يحتفظ بتأثير كبير في العالم الإسلامي وخارجه.
الإسماعيليةالنزاريةتاريخوعقائد